أدعو ولكن لا يستجاب لي، لذلك يئست وتركت الدعاء؛ فما حكم ذلك

السؤال: أنا أدعو ولكن لا يستجاب لي، لذلك يئست وتركت الدعاء؛ فما حكم ذلك؟

الجواب: الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، أما بعد:

أولًا: قد يستجيب الله للداعي، وقد لا يستجيب لحكمة يعلمها سبحانه وتخفى على عباده، ولكن قد يصرف الله عنه مكروهًا بسبب هذه الدعوة، أو يدخر ثوابها وأجرها يوم القيامة، كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها»، قالوا: إذًا نكثر. قال: «الله أكثر».([1])

ففي الحديث ترغيب عظيم في الدعاء، وعلى المسلم أن لا يستعجل الإجابة؛ لأن الاستعجال سبب في عدم الاستجابة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: «لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل»، قيل: يا رسول الله فما الاستعجال؟ قال: «يقول: قد دعوت، فلم أر يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء»، والاستحسار: الإعياء والانقطاع عن الشيء.

وللحديث شاهد آخر عن أبي هريرة  رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي».([2])

ثانيًا: اليأس والقنوط من رحمة الله لا يجوز، وذلك لثبوت النهي عنه، قال سبحانه: ﴿ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ﴾ ([3]) ، ولأنه من سوئ الظن بالله تعالى .

قال القرطبي رحمه الله: معقبًا على هذه الآية: دليل على أن القنوط من الكبائر، وهو اليأس.([4])


([1])  رواه أحمد والبزار وأبو يعلى والحاكم عن أبي سعيد الخدري، صحيح الترغيب (2/478).

([2])  رواه البخاري (6340) ومسلم (2735)

([3]) يوسف: 87.

([4]) (13/76).