اختلاف الآباء والأنباء يخول لهم العقوق

السؤال:

سؤالي لفضيلة الشيخ عن بنت خالتي قصة هاذي البنت انها أمها انفصلت عن ابوها من زمان كان عمر البنت حوالي 4 سنين والها اخوة اولاد اثنين أكبر منها بثلاث سنين في ذاك الفترة.. خالتي ما قدرت انها تتطلق وتأخذ البنت والأولاد معها لظروف عائلتها الي ما تقدر تصرف عليهم فتركت الأولاد والبنت لأبيهم يربيهم.. لكن كانوا يزورون أمهم من فترة ل فترة و بعد ما تزوجت خالتي من رجال ثاني قلت زياراتهم الها و كبروا و تزوجت البنت و ذهبت خالتي للعرس و حضرت عرسها و كان علاقتها مع أمها طيبة.. واحد من اخوت هاذي البنت قرر انه يرجع لامه و يعيش مع أمه بعد ما جوز أمه الثاني ترك أمه من فترة و سافر و ما سال عنها فغضب ابوهم كثير انه تركه الولد اهل ابوه الي ربو و غضب عليه و عاش هاذا الشاب مع أمه و أمه خطبت له و لما جاء وقت العرس البنت ما رضيت تحضر عرس اخوها و بطلت تزور أمها و قطعت علاقتها بأمها و اتصلت على أمها و صارت مشكلة على التلفون بينهم و قطعت البنّت علاقتها بأمها لان أخاها ترك أباه واخته لا تريد أن يترك أباه ويعيش مع امه مع العلم انه الاب كانت معاملته  غير طيبة مع الولد 
و البنت شتمت أمها و قالت لها انها تحب أباها أكثر لأنه هو الذي رباها و ما تخلى عنها… و غضبت خالتي عليها لأنها متزوجة و بإمكانها ان تزور أمها وقت ما بدها و بإمكانها تعمل ما تريد  والذي أريده من سماحة الشيخ فتوى عن هذه البنت هل هي عاقة لامها الان او لا؟ او الام غلطانة و البنت معها الحق؟

الإجابة :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فاختلاف الأبناء مع الآباء لا يخول للأبناء هجر آبائهم صلتهم بهم فإن هذا من الإفساد في ا لأرض كما قال تعالى : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) .

 وفي قصة السؤال لا يجوز لهذه البنت ان تهجر أمها وتقطع صلتها عنها لمجرد الاختلاف الشخصي أو الدنيوي، حتى ولو كان الخلاف لأمر الدين فإن الدين أمرنا بالبر والصلة فقال تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبها في الدنيا معروفا) [العنكبوت:8] فأمرنا بصحبتهم بالمعروف وهم كفار فما بالك بالوالدين المسلمين، فما بالك إذا كان الاختلاف لأمر دنيوي ويكون الهجر فيه لأتفه الأسباب فإن هذا من أعظم الإثم والعقوق.

وعليه فإن على هذه البنت ان تتوب إلى الله تعالى وتصل أمها وتصلح حالها معها كما تصل أباها وتبر به سواء بسواء، ولا يضر افتراق الأبوين أو اختلافهما في البر والصلة والأصل أن ينظر الإنسان إلى الواجب عليه فيؤديه حتى يعذر عند الله تعالى ويسلم من تبعة العقوق وقطع الرحم.

نسأل الله تعالى للجميع الهداية والتوفيق.