السؤال :
لأول مرة اسمع بعض الناس يقولون بأن الاغتسال بالمطر شفاء من السحر والشياطين ويستدلون بقوله تعالى : ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان …) [ الأنفال :11] فهل هذا الكلام صحيح ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فالمطر ماء مبارك كما وصفه الله تعالى في كتابه فقال : ( وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ )[ ق:9]
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب المطر ويستبشر به ، ويفرح لنزوله حتى يكشف عن جسده الشريف عليه الصلاة والسلام ، ليصيب من بركات نعمة الله تعالى .
فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : (أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ ، قَالَ : فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ . فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى ).[1]
قال الإمام النووي رحمه الله : ” هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر ” [2]
وكان كثير من السلف الصالح يستحبون التبرك بالمطر النازل من السماء ، ويستَنُّون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك .
لكن القطع بأن ماء المطر يشفي من مرض المس أو السحر بعينه أمر يحتاج إثباته إلى دليل ، فهو كغيره من المياه المباركة التي قد يضع الله العافية فيها وقد لا يضع ، فيدخل ماء المطر هنا في معنى البركة الواردة في الحديث المتقدم، وكل ماء مبارك يجوز أن يكون أهلا للاستشفاء به لأن البركة تتناول حلول العافية أيضاً والله أعلم .
[1] رواه مسلم (898)
[2] شرح مسلم للنووي 6/196 .