الدعاء يوم الأربعاء

  • السؤال : هل صحيح أن الدعاء يوم الأربعاء بين الظهر والعصر مستجاب ؟
  • الجواب : الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:

نعم ، يرى بعض أهل العلم أن الدعاء في هذا الوقت مستجاب وأن تحري هذا الوقت  من السنة الواردة  . فقد ورد في المسند عن جابر رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ ” قَالَ جَابِرٌ: ” فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ.[1]

ومسجد الفتح مسجد مشهور يقع على جبل سلع من ناحيته الغربية ويشرف على مجرى سيل بطحان، وقد دعا فيه النبي صلى الله عليه وسلم على الأحزاب حتى فتح الله عليه .[2]

وقد اختلف العلماء في الحكم على هذا الحديث وبناء عليه اختلفوا في القول باستحباب الدعاء في هذا الوقت من عدمه .

فالحديث جود إسناده الإمام المنذري في ” الترغيب والترهيب ” وقال : رواه أحمدُ والبزارُ وغيرهما ، وإسنادُ أحمد جيدٌ .ا.هـ.

وقال الهيثمي في ” لمجمع ” (4/12) : رواه أحمد و البزار ورجال أحمد ثقات .ا.هـ.

وحسن الحديثَ العلامة الألباني – رحمه الله – في ” صحيح الأدب المفرد ” (542) ، و ” صحيح الترغيب والترهيب ” (1185)

وضعفه الأرنؤوط في تخريج المسند (14563) وقال : ” لإسناده ضعيفٌ ، كثيرُ بن زيدٍ ليس بذاك القوي ، خاصة إذا لم يتابعه أحدٌ ، وقد تفرد بهذا الحديث عن عبد الله بن عبد الرحمنِ بن كعب ، وهذا الأخير في عداد المجاهيل ، وله ترجمةٌ في التعجيل (563) .ا.هـ

وضعفهُ أيضاً عمرو عبد المنعم في ” السنن والمبتدعات ( ص 297) وقال : ولاحجة فيه البتة على ما ذكره البيهقي ، لضعفه وسقوطه .ا.هـ

لكن الحديث عمل به بعض أهل العلم ،  قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( وهذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر ولم يُنقل عن جابر _رضي الله عنه _ أنه تحرى الدعاء في المكان بل في الزمان)[3]

وقال البيهقي :قال ويتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فها الإجابة تماما فأما الأوقات فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء)[4] .

يقول الشيخ حسين العوايشة : (فاستُجيب له بين الصلاتين مِنْ يوم الأربعاء): قال شيخنا (أي: الألباني) حفظه الله مجيباً سؤالي عن ذلك: لولا أَنَّ الصحابي رضي الله عنه أفادنا أَنَّ دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت من يوم الأربعاء كان مقصوداً، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب وليس الخبر كالمعاينة، لولا أَنَّ الصحابيّ أخبَرنا بهذا الخبر؛ لكنّا قُلْنا هذا قد اتفق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَّنه دعا فاستجيب له، في ذلك الوقت من ذلك اليوم. لكن أَخذ هذا الصحابي يعمل بما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ووقتاً ويستجاب له. إِذاً هذا أمرٌ فهمناه بواسطة هذا الصحابي وأَنّه سنّةٌ تعبدية لا عفوية. انتهى كلامه[5].

والله أعلم  


[1] رواه الإمام أحمد  في المسند (14153)

[2] انظر تاريخ مكة .. والمدينة …. لابن الضياء 1/299.

[3] اقتضاء الصراط 1 / 433

[4] شعب الإيمان : 2 / 46

[5] شرح صحيح الأدب المفرد 2/380-381