العمرة للحائض

السؤال : أرجوا إفادتي فقد تجهزت للذهاب للعمرة لكن أتتني الدورة الشهرية اليوم ، فكيف أتصرف ، وهل أستطيع دخول الحرم   ؟  

 الجواب : الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:

 لا يجوز للمرأة الحائض دخول المسجد الحرام ولا غيره من المساجد لما ورد عند البخاري لما ورد في الصحيحين عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ : ( أَمَرَنَا تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ ، وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ) .[1]

فقد منع النبي صلى الله عليه وسلم الحائض من مصلى العيد ، وأمرها باعتزاله ، لأن له حكم المسجد ، فدل على منعها من دخول المسجد .

ولا يجوز لها أيضاً أن تطوف بالبيت ولا يصح طوافها لأن الطواف بالبيت صلاة فيشترط له كما يشترط للصلاة من الطهارة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلَاةٌ، فَأَقِلُّوا مِنَ الْكَلَامِ ) [2]

ولما ثبت في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَذْكُرُ إِلَّا الْحَجَّ فَلَمَّا كُنَّا بِسَرِفَ طَمِثْتُ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي فَقَالَ: «لَعَلَّكِ نَفِسْتِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «فَإِنَّ ذَلِكِ شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ فَافْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي»[3]

هذا ويجوز لك أن تُهِلِّي بالعمرة وأنت حائض لكن يلزمك أن تنتظري حتى تطهري فتطوفي وتسعي

وعليه فإن كان وقتك يسمح لك بالانتظار فلا بأس ، وإن كان لا يسمح فلا تهلي بالعمرة  لأن من أهل بعمرة لا بد أن يتمها ولا يجوز له قطها ، لقول الله تعالى 🙁 وأتموا الحج والعمرة لله .. )[ البقرة:196] والله أعلم


[1] رواه البخاري (974) ومسلم (890)

[2] رواه النسائي ( 2922 ) انظر صحيح النسائي للألباني 9/494 .

[3] رواه البخاري (1771) ومسلم ( 1211)