الفرق بين الصراط والسبيل والسبل

أولاً : تعريف الصراط

الصراط : من ( ص ر ط ) ، و( الصراط ) و ( السراط ) و ( الزراط ) بمعنى واحد([1])

قالَ ابنُ عَبَّادٍ: الصُّرَاطُ، بالضَّمِّ: السَّيْفُ الطَّويلُ. والسِّينُ لغةٌ فِي الكُلِّ، وَقد تقدَّمَ أَنَّ يَعْقُوبَ قرَأَ: اهْدِنا السِّرَطَ المُسْتَقِيمَ: وأَنَّ أَصْلَ صادِهِ سِينٌ، فقُلِبَتْ مَعَ الطَّاءِ صاداً لقُرْبِ مَخارِجِهما.([2])

ويطلق الصراط ويراد به :

1- الطريق أو السبيل أو المسلك ، قال تعالى 🙁 وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ) . الأعراف :86.

وجاء في الفروق اللغوية أبي هلال العسكري : الصراط هو الطريق السهل قال الشاعر:   خشونا أرضهم بالخيل حتى      تركناهم أذل من الصراط     
وهو من الذُّل وقيل بكسر الذال خلاف الصعوبة وليس من الذُّل خلاف العز،([3]) والطريق لا يقتضي السهولة، والسبيل إسم يقع على ما يقع عليه الطريق وعلى ما لا يقع عليه الطريق تقول سبيل الله وطريق الله وتقول سبيلك أن تفعل كذا ولا تقول طريقك أن تفعل به ويراد به سبيل ما يقصده فيضاف إلى القاصد ويراد به القصد وهو كالمحبة في بابه والطريق كالارادة .([4])

ومن خصائص الصراط : عدم الاعوجاج ، ولم يرد في القرآن إلا مقرونا بالاستقامة إما لفظا أو معنى .

بينما الطريق يطلق تطلق على المستقيم منها والمعوج . كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) النساء .

وقوله تعالى : (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) الأحقاف .

2 – جسر ممدود على متن جهنّم، يجتازه أهلُ الجنّة بأعمالهم ” {وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ} “.

3 – الدين ” {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}: دينَ الإسلام”.([5])

ثانياً : تعريف السبيل

السبيل : مصدر ( س ب ل) ويدل على :

1- الطريق . وتسمى أيضاً ب(السَّبِيلَةُ ) و (السّابِلة ) ومنه سمي ابن السبيل نسبة إليها لأنه منطقع فيها ليس له عزوة ولا أهل .

  والسبيل يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، كما قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} [يوسف: 108] وَقَالَ: « {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} [الأعراف: 146]

 2- سَبب ووُصْلَة ” {يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} ” ° في سبيله: من أجلِه- ليس إلى عمل كذا سبيل: لا يمكن عملُه.

3 – حِيلة “لم يجد سبيلاً للخروج من مأزقه- {وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ} ”  ليس لك عليّ سبيل: أي حجّة تعتلّ بها- ما على المحسن سبيل: معارضة.

4 – حَرَج ” {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} “.

5 – بناء مُقام قرب نبع أو شبكة مياه، ويتدفّق الماء من صنبور مركّب في وسطه يوقف للشّرب منه قربة إلى الله تعالى “أقام سبيلاً للشّرب”.

6 – حجّة ” {وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} “.

7 – لوم وعتاب ” {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} “. آل عمران :75

8- الطريقة أو المنهاج : ومنه قوله تعالى : ومَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء

• سبيل الله: كلُّ ما أمر الله به من خير، واستعماله في الجهاد لنصرة دينه أكثر، طاعته أو هو دين الإسلام أو القرآن “أنفق أموالَه في سبيل الله- {الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ} “التوبة: 20

• السَّبِيلان: مَخْرَجا البول والبراز. ([6])

ثالثا : تعريف السُبُل

السُّبُلْ : جمعُ سَبِيلٍ ، ويجمع أيضل على أَسْبُل وأسْبِلَة وسُبْل .

ومنه قوله تعالى : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) الأنعام : 153.


([1]) مختار الصحاح للرازي ص175.

([2]) تاج العروس للزبيدي 19/438

([3]) مقاييس اللغة لابن فارس 2/345

([4]) الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري ص298.

([5]) معجم اللغة العربية المعاصرة 2/1288.

([6]) معجم اللغة العربية المعاصرة 2/1031