أسئلة حول ظاهرة العنف

السؤال الأول: ما الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة العنف وكيف يمكن التغلب عليها؟

الجواب:

الحمد لله، ونصلي ونسلم على رسول الله، وعلى آله، وبعد:

أولا: أنا أدين أعمال التطرف والعنف، وما حدث في الكويت في الأيام الأخيرة لا يقره عقل ولا نقل.

ثانيا: ظاهرة العنف قديمة، ظهرت في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه عندما ابتلي بفكر الخوارج، رغم أنه من العشرة المبشرين بالجنة، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة بنت النبي  صلى الله عليه وسلم، ومكانته في نفوس المسلمين عظيمة، ولكنه ابتلي بهذه الظاهرة ووصلوا إلى تكفيره والخروج عليه رضي الله عنه، وفي زماننا هذا ظهرت ظاهرة العنف في كثير من بلاد الإسلام، ويرجع سبب هذه الظاهرة إلى التالي:

    1. الجهل بدين الله تعالى، لذلك لما رفع ابن عباس الجهل عن بعض الخوارج بمناظرتهم رجع منهم بضعة آلاف.
    2. ما فطر عليه بعض الناس من حدة في الطبع، والتعصب والإصرار على ما يراه، والسعي لإجبار الآخرين على ما يراه بكل وسيلة في متناول يده، وهذه صفة بعض الخوارج الذين بقوا على أفكارهم ولم تجدي معهم مناظرة ابن عباس.
    3. تقاعس بعض أولياء الأمور عن القيام بمهمتهم، من حراسة الدين وإقامته في الناس ونشره، مما أتاح الفرصة لدعاة الغلو أن يجدوا أنصارا واتباعا فيما يدعون إليه.
    4. تسلط الدول الأجنبية على المسلمين، وفرض ما يرونه من عقائد ونظم في مختلف ميادين الحياة، ولو كانت مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، وعادات وتقاليد المجتمع المسلم، ووجد في ديار الإسلام من بعض أولياء الأمور من يتعاون وينفذ ما يريدون من إقصاء الشريعة عن واقع حياة المسلمين.
    5. ما وصلت إليه الأمة الإسلامية من ضعف وهوان، وتكالب الأعداء عليها، في إذلالها وتدنيس أراضيها ونهب خيراتها، وسلبية أولياء أمور المسلمين في العالم الإسلامي تجاه هذه الأوضاع المزرية، وعدم السعي الجاد لإنقاذها من هذا الضعف والهوان.
    6. تضييق شرايين المشاركة الشعبية في إدارة دفة البلاد في بعض ديار الإسلام.
    7. تسليط وتمكين وتلميع بعض التوجهات في ضرب الإسلام ودعاته من بعض الأنظمة في عالمنا الإسلامي، رغم أنهم لا يملكون قاعدة في المجتمع كما يملكها دعاة الإسلام.
    8. القصور في السياسة الشرعية في الدعوة إلى الله،  والجهل في تقدير المصالح والمفاسد، وبُعد قادة هذه الفئات عن واقع الحياة التي يعيشونها.
    9. عدم تصدي مؤسسات الدولة لمعالجة هذا الفكر وفق الأسس السليمة، والعلاج الذي نراه قائم على ردود الأفعال.
    10. تورط الدول الكبرى كـ(أمريكا) في تقوية نفوذ اليهود في أرض فلسطين ودعمهم المستمر للصهاينة.

أما علاج هذه الظاهرة فيكمن في التالي:

    1. أن يقوم أولياء الأمور بإقامة الدين في كل شئون الحياة وحراسته والدفاع عنه.
    2. أن يفتح المجال عبر وسائل الإعلام الحديثة لنشر العلم وتوجيه الشباب إلى الطريق الصحيح.
    3. أن يسعى أولياء الأمور لحل مشاكل الأمة وفق القدرة والاستطاعة.
    4. أن يسعى أولياء الأمور لرفع وهيمنة وتسلط الأجانب على ديار الإسلام، وفق قدرتهم واستطاعتهم، وأن يتعاون قادة المسلمين على هذه القضية.
    5. أن يسعى الحكام والمحكومون لحيازة مصادر القوة من عدة وعتاد وعلم نافع، فهم أقدر على ذلك من هذه الجهود الفردية التي يسلكها بعض الناس وقد تكون عواقبها سلبية على الأمة.

السؤال الثاني: هل يكون الحوار مجديا مع هذه الفئات الداعية إلى العنف؟

الجواب:

الحوار قد يجدي مع مجموعة من هذه الفئة، ومناظرة ابن عباس للخوارج خير دليل على ذلك.

السؤال الثالث: ما هو دور المواطن في القضاء على مثل هذه الظواهر المدمرة؟

الجواب:

على رب كل أسرة أن يراقب أبناءه، ويقوم بدوره في تربيتهم وفق ضوابط الشريعة،  وتحذيرهم من هذا الداء.

 أن يقوم بالنصح بالتي هي أحسن لمن يقوم بمثل هذه الأعمال المدمرة

السؤال الرابع: اقترح البعض إنشاء قناة دينية تدعو لتصحيح الدين بعيدا عن التعصب، فما رأي فضيلتكم؟

الجواب:

إنشاء قناة دينية تدعو للدين الصحيح أمر مطلوب،  وقد دعا له كثير من العلماء ودعاة الإسلام، وهذا هو العلاج الناجع في مثل زماننا لعلاج مثل هذه الظواهر.

                                             كتبه/

الشيخ ناظم محمد بن سلطان المسباح

8/2/2005 م