تفسير قوله تعالى(المحصنات الغافلات)

س : ما المقصود بالمحصنات الغافلات  ؟

ج :  الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:

  • المحصنات : جمع محصنة وهي العفيفة التي أحصنت نفسها وأحصنت فرجها وحفظت عرضها، ولم يكن هناك تهمة توجه إليها بل هي معروفة بالحصانة ومعروفة بالرزانة.

ومنه قول حسان في حق عائشة رضي الله عنها :

حَصَان رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ … وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحوم الغَوَافِلِ

وهو المقصود فيه قوله تعالى : (نَّ الذين يَرْمُونَ المحصنات الغافلات المؤمنات …) [ النور:23]

ويدخل في هذا المعنى الإناث والذكور على حد سواء ، لأن من قذف ذكرا أو أنثى بدون بينة وجب عليه حد القذف . 

والإحصان يطلق في اللغة العربية ويراد به أكثر من معنى .

قال النووي : وقد ورد الإحصان في الشرع على خمسة أقسام : العفة ، والإسلام والنكاح ، والتزويج ، والحرية .([1])

  • والغافلات :  هن السليمات الصدور، والنقيات القلوب، اللاتي ليس فيهن دهاء ولا مكر. ولم يخطر الإثم في بالهن .

قال في عمدة القاري: ( جَعلهنَّ الله غافلات لِأَن الَّذِي رمين بِهِ من الشَّرّ لم يهمن بِهِ قطّ وَلَا خطر على قلوبهن فهن فِي غَفلَة عَنهُ وَهَذَا أبلغ مَا يكون من الْوَصْف بالعفاف)([2])


([1]) شرح النووي على مسلم 2/84

([2]) عمدة القاري للعيني 17/212