السؤال :
ما حكم التصوير أثناء خطبة الجمعة ، وهل هو من مبطلات الجمعة ؟
الجواب :
الواجب على من حضر خطبة الجمعة أن ينصت لإمامه ولا ينشغل بغير الإنصات لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت ».([1])
قال ابن عبد البر رحمه الله : ( لا خلاف بين فقهاء الأمصار في وجوب الإنصات للخطبة على من سمعها ) ([2]). والمراد باللغو هو الأمر الباطل المردود كما قال الإمام النووي رحمه الله والمعنى أنه يذهب أجره وليس بطلان صلاة الجمعة ولم يقل أحد من العلماء ببطلانها على هذا النحو .
ويستثنى من ذلك ما كان لمصلحة شرعية معتبرة كأن يكون التصوير لأمر دعوي فالمصلحة تقتضي ذلك وعلى المصور أن يثبت الكاميرا على الخطيب فحسب فإن احتاج على أن يتحرك فليتحرك بقدر ما تقتضيه الحاجة .
ويستثنى من ذلك : الكلام مع الإمام ، وكلام الإمام مع المأمومين للحاجة أو المصلحة .
عن أنس بن مالك قال : أصابت الناسَ سَنَةٌ (أي : قحط وجدب) على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم جمعة قام أعرابي فقال : يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا فرفع يديه … فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى وقام ذلك الأعرابي – أو قال غيره – فقال : يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا فرفع يديه .([3])
وعن جابر بن عبد الله قال جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فقال أصليت يا فلان ؟ قال : لا ، قال : قم فاركع ركعتين .([4]) والله أعلم
([1])رواه البخاري ( 892 ) ومسلم ( 851 ) .
([2])الاستذكار ( 5 / 43 )
([3])… رواه البخاري ( 891 ) ومسلم ( 897 ).
([4]). رواه البخاري ( 888 ) ومسلم ( 875 ) .