السؤال: هل يجوز تعليق صور بعض الأشخاص ادعاءً أن هذا من شكرهم على معروفهم الذي صنعوه لنا؟
الجواب: لا يحل للمسلم أن يعلق صور بعض الناس على الجدران بحجة شكرهم على معروف قدموه له؛ حيث وردت أحاديث عن الصادق المصدوق J تنهى عن ذلك؛ منها ما أخرجه مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ﷺ: «أن لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته»[1].
وفي الصحيحين عن أَبَي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ) .[2]
قال النووي رحمه الله : “قَالَ الْعُلَمَاء : سَبَب اِمْتِنَاعهمْ مِنْ بَيْتٍ فِيهِ صُورَة كَوْنهَا مَعْصِيَة فَاحِشَة , وَفِيهَا مُضَاهَاة لِخَلْقِ اللَّه تَعَالَى , وَبَعْضهَا فِي صُورَة مَا يَعْبُد مِنْ دُون اللَّه تَعَالَى . وَأَمَّا هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة الَّذِينَ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ كَلْب أَوْ صُورَة فَهُمْ مَلَائِكَة يَطُوفُونَ بِالرَّحْمَةِ وَالتَّبْرِيك وَالِاسْتِغْفَار , وَأَمَّا الْحَفَظَة فَيَدْخُلُونَ فِي كُلّ بَيْت , وَلَا يُفَارِقُونَ بَنِي آدَم فِي كُلّ حَال , لِأَنَّهُمْ مَأْمُورُونَ بِإِحْصَاءِ أَعْمَالهمْ , وَكِتَابَتهَا” انتهى باختصار .[3]
فينبغي للمسلم أن يكون شكره للناس على هدى الله تعالى، فيجازي الناس على معروفهم، ويدعو لهم خيرًا، ولا يتجاوز في ذلك إلى ما حرمه الله عليه فإن هذا التجاوز يعتبر من كفر نعمة الله الذي خلق المعروف وأهله .والله الموفق .
[1] رواه مسلم (969)
[2] رواه البخاري (3226) ومسلم (2106)
[3] شرح مسلم 14/84.