حكم ولد الأمة

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال :

إذا أنجبت الأمة من الحر فهل يكون الابن أقل شأنا ومكانة من الحر المولود من أبوين حرين ؟

وهل لهذا قال الله في كتابه ( وأن تصبروا خير لكم )  ، هل المعنى هذا أن ابن الولد يكون نصفه عبد بحيث لا يزوج نسله إلا لمن هو في مثل وضعه ؟

الجواب :

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

إذا أنجبت الأمة من سيدها كان ولدها حرا لقوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث الصحيح عند أبي داود والترمذي : (من ملك ذا رحم محرم فهو حر ) ويصبح للولد أحكام الأحرار في الملك والنكاح وغيره ، وتصبح الأمة أمة مدبرة تعتق بموت سيدها .

وأما إذا أنجبت من غير سيدها فالولد مملوك لسيدها تبعا لملكه إياها والولد يأخذ حكم أمه في الرق في هذه الحالة ، ويصبح له أحكام الرقيق .

وأما الآية فقد وردت في معرض الترهيب عن نكاح الإماء خشية استرقاق أولادهن ، والشريعة حكيمة تتشوف للعتق ولذلك يشترط جمهور العلماء لزواج الحر من الأمة شرطين :  خوف العنت ، وعدم الاستطاعة على تزوج الحرائر .والصبر أولى ومصدر ذلك قوله تعالى : (  وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) 25 النساء والله أعلم