فقدان بكارة البنت ليس دليلا على عدم عفتها؟

السؤال: هل يعد فقدان البكارة للبنت دليلا على عدم عفتها؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

غشاء البكارة هو جلدة رقيقة خلقها الله في مدخل فرج المرأة، تزول غالبًا بالوطء بين الزوجين، وقد تزول أحيانًا بوثبة، أو جراحة، أو حيضة، أو رياضة شديدة، ونادرًا ما تولد بعض الفتيات بلا غشاء أصلًا كما ذكر الأطباء.

الأصل في الشريعة أن البكارة علامة على العفّة والحياء، ولذلك مدح الله العذريّة في وصف نساء الجنة فقال: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا﴾ [الواقعة: 35-36]، وقال: ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن: 56]، وهو مدح لمن لم يمسسها رجل. ولهذا كان العرب والمسلمون يعدّون البكارة دليلًا على العفّة، بخلاف ما استقر عليه حال المجتمعات الغربية الحديثة بعد انتشار الإباحية، إذ لم تعد البكارة لديهم علامة أخلاقية.

ومع ذلك، فزوال الغشاء لا يدل دائمًا على الفساد، إذ قد يزول بسبب طبيعي أو قهري، ولا يقدح هذا في عفّة الفتاة، وقد نصّ الفقهاء على ذلك فقالت عائشة رضي الله عنها: «إنّ العذرة تذهب من الوثبة والحيضة» رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (30194).، وقال الحسن: «العذرة تذهبها الحيضة والوثبة» رواه عبد الرزاق في مصنفه (13281). أمّا إذا زالت البكارة بسبب حرام كالزنا فإنها تدل على الفسق وعدم العفّة، ويترتب على ذلك أحكام شرعية معروفة.

وخلاصة الأمر أنّ البكارة علامة على العفّة من حيث الأصل، لكن زوالها لا يقدح إذا وقع بغير معصية أو وُلدت الفتاة بلا غشاء، والعفّة الحقيقية إنما تثبت بطاعة الله وترك الحرام، لا بمجرد وجود الغشاء. والله أعلم.