السؤال :
هل صحيح أن من شرب الخمر لا تقبل له صلاة أربعين يوما ؟ وهل معنى هذا أنني إذا شربت الخمر لا أصلي وإذا صليت فما الفائدة من صلاتي ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين واشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد :
فقد روى ابن ماجة بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ، فَشَرِبَ، فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ، فَشَرِبَ، فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَإِنْ عَادَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ، أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدَغَةِ الْخَبَالِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رَدَغَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ»
والحديث يدل على عقوبة شارب الخمر وأنها لا تقبل له صلاة أربعين يوما ، لكن ليس معنى عدم قبولها أنا لا تصح متى استوفت شروطها وأركانها .فإن القبول هنا معناه الجزاء والثواب على الصلاة .
قال الإمام النووي : ( وَأَمَّا عَدَمُ قَبُولِ صلاته فمعناه أنه لاثواب لَهُ فِيهَا وَإِنْ كَانَتْ مُجْزِئَةً فِي سُقُوطِ الفرض عنه ولايحتاج مَعَهَا إِلَى إِعَادَةٍ وَنَظِيرُ هَذِهِ الصَّلَاةُ فِي الأرض المغصوبة مجزئة مسقطة للقضاء ولكن لا ثواب فِيهَا ) شرح مسلم 14/227
ولا بد على شارب الخمر أن يصلي صلاته المفروضة ، والفائدة من ذلك أنها تبرأ ذمته ولا يعاقب على تركها ، أما إن تركها عمدا يكون قد ارتكب جرما أشد من شربه للخمر .
والله أعلم