السؤال: نذرت صيام رجب كله، وصادف أن أتت علي الدورة الشهرية، فكيف أصوم الأيام التي أفطر فيها بسبب الحيض؟
الجواب: الحمد لله، ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى آله، أما بعد:
من نذر صيام شهر رجب أو غيره، ثم حال بينه وبين الصيام عذر من مرض أو حيض أو نفاس؛ عليه أن يقضي هذه الأيام التي أفطرها، وذلك لعموم قوله تعالى ( فعدة من أيام أخر) [البقرة: 184].
ومما ينبغي التنبيه عليه أنه ليس لرجب مزية أو فضيلة عن بقية الشهور؛ حيث لم يصح عن نبينا في فضل صيام رجب شيء.
ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه كان يضرب أكف الذين يصومون رجب.فعن خرشة بن الحُرِّ قال: رأيت عمر يضرب أكف المترجبين، حتى يضعوها في الطعام، ويقول: كلوا، فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية. [1]
وعند الطبراني عن خرشة بن الحر، قال: رأيت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يضرب أكف الرجال في صوم رجب، حتى يضعونها في الطعام، ويقول: رجب وما رجب؟ إنما رجب شهر كان يعظمه أهل الجاهلية، فلما جاء الإسلام ترك.[2]
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه: “إذا رأى الناس وما يُعِدون لرجب كره ذلك”[3]
قال ابن قدامة : ويكره إفراد رجب بالصوم، قال أحمد: إن صامه رجل أفطر فيه يومًا أو أيامًا بقدر ما، لا يصومه كله. وهو قول الشافعي .[4]
[1] مصنف ابن أبي شيبة (2/ 513). قال الألباني: صحيح. انظر: إرواء الغليل (4/ 113).
[2] المعجم الأوسط للطبراني (16/ 427) برقم 7851.
[3] مصنف ابن أبي شيبة (2/ 513) قال الألباني: صحيح إرواء الغليل (4/ 114).
[4] المغني : 3/171.