وضع الرايات على القبور

السؤال :

ما حكم وضع الرايات على القبور ؟

الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وبعد :

فإن وضع الرايات على القبور لم يرد لا في القرآن ولا في السنة ، ولا في عمل السلف أهل القرون المفضلة ، فعلم من ذلك أن هذا الفعل لا أصل له في الشريعة الإسلامية ،  وإنما يفعله بعض العامة تعبيرا منهم على تعظيم أمر الميت وحبه وتقديره، لكن الميت لا يستفيد من هذه الأعمال شيئا ، وإنما يستفيد من الدعاء والصدقة عنه ، وفي الحديث : (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)[1] ،  فعلى المسلم أن يتقيد بأمور الشرع ويقصد ما ينفع الميت من الحسنات .

 ولا يستقيم قياس وضع الرايات وما في معناها على وضعه صلى الله عليه وسلم جريدة النخل على القبرين ، لأن المعنى في الوسيلتين يختلف وهذا قياس مع الفارق ، هذا إذا سلمنا أن هذا الفعل ليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم .

وإذا كان الغرض من ذلك  تعليم مكان القبر حتى يرجع إليه صاحبه للزيارة ، فإنه يكتفى بوضع حجر على القبر والكتابة عليه حتى يزوره متى شاء ، فإن هذا مما تدعو الحاجة إلى فعله وما يتوصل به على طاعة ، وقد تعارف عليه السلف والخلف ، أما وضع الأعلام والشعارات والرايات والصور وما في معناها فإنها من فعل غير المسلمين ، وقد نهانا الله عن التشبه بهم  . والله أعلم


[1] رواه مسلم (1631)