السؤال :
فضيلة الشيخ أسكن أنا وعائلتي في أمريكا منذ خمس سنوات وهنا يحتفلون بعيد الهالوين فهل يجوز أن نشارك في هذا العيد، خاصة وانا اواجه ضغط من اولادي يريدون الاحتفال ؟
الجواب :
أولًا: عيد الهالوين (holloween) هو عبارة عن اسطوره خرافية قديمة تستمد فكرتها بأنه في وقت الاحتفال تخرج كل الأرواح الشيطانية، وكذلك أرواح الموتى للمشاركة بهذا الاحتفال، وهذه الأرواح الشريرة والخارجة عن نطاق الهيمنة الإنسانية تبدأ بالطوفان حول العالم في تلك الليلة .
وهذا كلام باطل وضرب من أساطير الأولين، ونحن المسلمون في مثل هذه الأمور لا نصدق بها إلا بدليل من كتاب الله الكريم أو من سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه: (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)[1] ، فالقول والقول في هذه الغيبية بدون دليل من الكبائر.
ثانيًا: لا يجوز للمسلمين أن يشاركوا غير المسلمين في أعيادهم وطقوسهم الدينية؛ لأن هذا من التعاون على الإثم، قال سبحانه: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) ، كما فيه اتباع لأهواء الذين لا يؤمنون، قال سبحانه: ولإن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من واق)[2] ، وقال سبحانه: ( ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون)[3] ، كما ثبت في سنة النبي كثير من النصوص التي تنهى المسلم من أن يتبع غير المسلمين في عباداتهم وآدابهم وعاداتهم، منها حديث أبي واقد الليثي: أن رسول الله ﷺ لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين يقال لها: ذات أنواط. يعلقون عليها أسلحتهم ويعكفون حولها، قالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال النبي ﷺ: «سبحان الله! (وفي رواية: الله أكبر!) هذا كما قال قوم موسى: (اجعل لنا إله كما لهم آلهة)[4] ، والذي نفسي بيده لتركبن سُنَّة من كان قبلكم سُنَّةً سُنَّةً ». ([5])
وأما ضغط أولادك عليك في الاحتفال فإنه لا يحق لهم ولا يجوز لك ان تنصاع لهذا الضغط ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وهذا الفعل في معصية ويجر عليك وعلى عائلتك الإثم ، فكن ناصحا لهم آمرا ناهيا فإن غلبت على نفسك فدعم وشأنهم وعليك بخاصة نفسك ولا تشارك مصداقا لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ..)([6])
وفق الله المسلمين لما يحب ويرضى.
[1] الأعراف: 33
[2] الرعد: 37
[3] الجاثية: 18
[4] الأعراف: 138
([5])رواه الإمام أحمد(21390)، والترمذي ( 2180)وقال : حسن صحيح ، وابن أبي عاصم في السنة ، وقال المناوي : إسناده صحيح، وصححه الألباني في رياض الجنة رقم:[ 76 ].