الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فالتسمي بـ(حرب) مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، والنهي هنا للكراهة كما روى البخاري في الأدب المفرد وأهل السنن عن أبي وهب الْجُشَمِيِّ -وكانت له صحبة- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:(تَسَمَّوْا بأسَماءِ الأنبياء، وأحَبُّ الأسماءِ إلى الله: عَبدُ الله وعبدُ الرحمن، وأصدَقُها: حارِثٌ وهَمَّامٌ، وأقْبَحُها: حَرْبٌ ومُرَّة).[1]
وموضوع الحسن والقبح في الأسماء إنما هو من باب التفاؤل والتشاؤم ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن وغيّر بعض الأسماء كأصرم غيره إلى زرعة وغير اسم العاص وعزيز وعتلة وشيطان والحكم وغراب وحُباب وشهاب وأرضاً تسمى عفرة فسماها خضرة.
قال الخطابي في معالم السنن: “وأقبحها حرب لما في الحرب من المكاره وفي مرة من البشاعة والمرارة، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن والاسم الحسن.[2]
[1] رواه البخاري في “الأدب المفرد” (814)، وأحمد في “المسند” (19032)، وأبو داود في “سننه” (4950)