السؤال: ظهر في بعض إعلانات شركات التجميل عبارة: نحن نصلح ما أفسده الدهر والآخرون، فهل تجوز هذه العبارة؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
لا يجوز قول هذه العبارة ولا غيرها من العبارات التي توحي بسب الدهر نحو قول الأعرابي: وهل يصلح العطار ما افسد الدهر ، أو الاستشهاد بالمثل السائر : لو أنصف الدهر كنت أركب ، وغيرها من العبارات والألفاظ التي توحي في ظاهرها بسب الدهر ونسبة الشر والعيب اليه وإن كان قائلها في الغالب لا يقصدها ، لكنه يكره قولها تأدبا مع الله تعالى، أما إن اعتقد معناها فهو حرام يأثم قائلها لما جاء في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر ” ، وفي لفظ آخر : ” لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر ” ، وفي لفظ : ” قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر فلا يقولن يا خيبة الدهر فأنا الدهر أقلب الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما ” .
والمعنى: لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها، وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له، بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى.
كما ننبه إلى أن عمليات التجميل في زماننا أصبحت لم تتقيد بالضوابط الشرعية ولم تعد تقتصر على القدر المسموح به لرفع الضرر، بل تعدت ذلك إلى تغيير شكل الوجه وغيره طلبا للجمال او تتبعا للموضة وهذا من تغيير خلق الله تعالى والله المستعان.