السؤال : هل يجوز أن أمسك المصحف في الصلاة وأنا أصلي ، وما السور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها في صلاة الفجر ؟
الجواب : الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
- حمل المصحف في صلاة النافلة للقراءة جائز ،لاسيما عند الحاجة إليه ، لكن الأولى للمسلم تركه لأنه ربما يشغله عن الصلاة ويفوت عليه كثيرا من السنن كوضع اليدين على الصدر .
والنظر إلى موضع السجود ، ربما يذهب الخشوع لكثرة حركة فتح المصحف وطيه ووضعه و إشغال المصلين بحركاته ، و حركة البصر الكثيرة في تتبع الكلمات .
فكل هذا مما يشغل الإنسان في صلاته وقد كره الفقهاء تتابع الحركات لغير حاجة الصلاة.
- وما السور التي كان يقرؤها النبي صلى الله عليه وسلم في الفجر فقد جاء في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني قوله : ( كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بطوال المفصل([1]) ، فكان أحيانا يقرأ (الواقعة) ونحوها من السور في الركعتين ، وقرأ من سورة (الطور) وذلك في حجة الوداع
و كان أحيانا يقرأ سورة (ق والقرآن المجيد ) ونحوها في الركعة الأولى ، و كان أحيانا يقرأ بقصار المفصل كـ ( إذا الشمس كورت ) ، وقرأ مرة: ( إذا زلزلت) في الركعتين كلتيهما حتى قال الراوي: فلا أدري أنسي رسول الله أم قرأ ذلك عمدا.
وقرأ مرة في السفر (قل أعوذ برب الفلق) و( قل أعوذ برب الناس) .
وقال لعقبة بن عامر رضي الله عنه اقرأ في صلاتك المعوذتين فما تعوذ متعوذ بمثلهما ) .
وكان أحيانا يقرأ بأكثر من ذلك فكان يقرأ ستين آية فأكثر، قال الراوي: لا أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما ، وكان يقرأ بسورة ( الروم ) ، و أحيانا بسورة (يس)
ومرة صلى الصبح بمكة فاستفتح سورة (المؤمنين ) حتى جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى. شك بعض الرواة – أخذته سعلة فركع ، و كان أحيانا يؤمهم فيها بسورة (الصافات) .
وكان يصليها يوم الجمعة بـ سورة (السجدة ) في الركعة الأولى ،وفي الثانية بـ ( هل أتى على الإنسان ) ، و كان يطول في الركعة الأولى ويقصر في الثانية([2])
([1]) ذكر الإمام السيوطي رحمة الله عليه وغيره وهو مذهب متأخرة المالكية. يذكر الإمام السيوطي رحمة الله عليه أن طوال المفصل من الحجرات إلى سورة النبأ، أوساط المفصل من عبس إلى الضحى ثم قصار المفصل من الضحى إلى الناس والمسألة محل خلاف بين العلماء أوصلها السيوطي إلى اثني عشر قولا انظر كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/221 .
([2]) صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني رحمه الله 1/109 .