سافرت وصليت إلى غير القبلة

السؤال : سافرت أوروبا وصليت بدون ما أعرف القبلة فما الحكم في ذلك؟

الجواب :   الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :

فإن استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة ، والواجب فيها التحري والاجتهاد بشتى الوسائل لقوله تعالى: (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) البقرة /144.

وإذا صلى الإنسان إلى جهة مجهولة بدون أن يتحرى ويجتهد ، فإن تبين له أنه أصاب اتجاه القبلة فإنه لا يعيد الصلاة ، وإن تبين له أنه أخطأ في الاتجاه أعاد الصلاة التي صلاها على هذه الطريقة .  

والخطأ في استقبال القبلة يكون بقدر الانحراف عن جهتها فإذا كان الانحراف كبيرا كأن تكون القبلة جهة المشرق وهو يصلي جهة المغرب ، فإن هذا يضر وعليه أن يعيد الصلاة ،  لكن إن كان الانحراف يسيرا أو محصورا بين جهتين الشرق والغرب مثلا فإن هذا لا يضر وصلاته صحيحة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ)([1]) .

لكن إن اجتهد الإنسان في تحري القبلة وصلى ثم تبين له أنه أخطأ فلا إثم عليه ولا يعيد الصلاة لقوله تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم )التغابن /16 . والله أعلم


([1]) رواه الترمذي ( 342 ) وابن ماجه ( 1011 ) ، وصححه الألباني في إرواء الغليل (292) .