السؤال : ما صحة هذا الحديث : السيدة عائشة لما قالت:
كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلمت الحجرة وسقط المخيط أي الإبرة . فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة ،،، رفع الشملة وأطل بوجهه ،،، قالت: فوالله الذي لا إله إلا هو،،، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه ،،، حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته ،،، ثم التفتُ إليه فقلت: بأبي أنت يا رسول الله ،،، ما أضوأ وجهك! فقال: “يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القياة”،،، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال:”الويل لمن لا يراني يوم القيامة”،،، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال: “من ذكرت عنده فلم يصل عليّ ” .
الجواب :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ،،، أما بعد :
فهذه القصة لم يذكرها أهل الحديث في كتبهم المشهورة لا في الصحاح ولا في السنن ولا في المسانيد ، وذكرها الهندي في كنز العمال 12/429 ونسبها لابن عساكر ، ولم أقف على من خرجها في كتب التخريج .
ويبدو أن هذه القصة من صنع القصاص والوعاظ الذين يخلطون الغث بالسمين .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم 🙁 من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ ) فقد صحت الأحاديث بذم من ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصل عليه منها الحديث المشهور الذي رواه الترمذي بسند صحيح 5/517 : ( رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليه ) وفيما صح من الأحاديث عن فضل النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه غُنْيَةٌ عَمَّا لم يصح فيه والله وأعلم .