❖ السؤال:
ما معنى قول “لبيك اللهم لبيك”، وهل يجوز لغير الحاج والمعتمر أن يلبي بها؟
❖ الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أولًا: معنى “لبيك اللهم لبيك”:
هذه العبارة العظيمة تُقال عند الإحرام بالحج أو العمرة، وهي إعلان استجابة وطاعة لله تعالى.
وقد اختلف العلماء في معناها واشتقاقها، ومن أبرز ما قيل فيها:
- أنها تعني: استجابة بعد استجابة، أي تكرار للطاعة والامتثال لأمر الله.
- وقيل: معناها محبتي لك، مأخوذ من “امرأة لبّة” أي شديدة المحبة لولدها.
- وقيل: معناها إخلاصي لك، من “اللباب” أي الخالص من الشيء.
- وقيل أيضًا: أنا مقيم على طاعتك، من “لبّ بالمكان” أي أقام فيه.
فجملة “لبيك اللهم لبيك” تعني: أنا مستجيب لك استجابة دائمة، مخلص في طاعتك، محب لك، ومقيم على أمرك، وهي بمثابة إعلان عبودية وتجرد لله عز وجل.
وقد ورد أن هذه الإجابة جاءت استجابة لنداء الله لإبراهيم عليه السلام: {وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً} [الحج: 27].
ثانيًا: هل يجوز لغير الحاج والمعتمر أن يقولها؟
نعم، يجوز لغير المحرم أن يلبي، وهذا هو قول جمهور العلماء من السلف والخلف، كأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، وغيرهم، ولم يُنقل في الشرع ما يمنع ذلك، بل هي من أنواع الذكر.
وقد ورد في السنة أن النبي ﷺ كان إذا رأى ما يعجبه من الدنيا قال:”لبيك، إن العيش عيش الآخرة”، [ أخرجه الشافعي في ((الأم)) (3/392)، والبيهقي (9302)]، ليُذَكِّر نفسه وأصحابه أن متاع الدنيا زائل، وأن الحياة الحقيقية هي ما بعد الموت.
قال ابن قدامة رحمه: ” ولا بأس أن يلبي الحلال. وبه قال الحسن، والنخعي، وعطاء بن السائب، والشافعي، وأبو ثور، وابن المنذر، وأصحاب الرأي. وكرهه مالك. ولنا: أنه ذكر يستحب للمحرم، فلم يكره لغيره، كسائر الأذكار “المغني” (3/274) . والله أعلم