بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: ما هو مفهوم كافل اليتيم ، وهل ما يدفع من مال عن طريق الجمعيات الخيرية يعتبر كفالة يحصل بها الإنسان على الأجر المذكور في الحديث ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ،،، أما بعد :
الكفالة في اللغة هي الضمان والكفاية ، وكأن الكافل يضمن للمكفول عدم العَوَز والحاجة، ويكفيه عن غيره . وهو في حق كفالة اليتيم بنفس المعنى كما قال ابن الأثير : ( الكافل: هو القائم بأمر اليتيم ، المربي له )[1] ، وقال النووي : و( كَافِلُ الْيتِيم: الْقَائِمُ بِأُمُورِهِ).[2] ، وكفالته هي القيام بما يصلحه في دينه ودنياه ؛ بما يصلحه في دينه من التربية والتوجيه والتعليم ، وما أشبه ذلك ، وما يصلحه في دنياه من الطعام والشراب والمسكن . )[3]
وفي المسند عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ رَجُلٍ مِنْهُمْ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ ..)[4]
قال ابن حجر ينقله عن العراقي : ( لعل الحكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول الجنة أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من النبي أو منزلة النبي لكون النبي شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلا لهم ومعلما ومرشدا وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل ولا دنياه ويرشده ويعلمه ويحسن أدبه..).[5]
والخلاصة : مما سبق يتبين أن هذه المبالغ التي يدفعها المحسنون والتي تحددها اللجنة نحو خمسة عشر ديناراً أو أقل أو أكثر هي مساهمة جزئية في كفالة اليتيم يكون لباذلها من الأجر على قدرها إن شاء الله وليست كفالة كاملة ولا يحصل معها الكمال الوارد في الحديث والله أعلم .
[1] النهاية 4/192
[2] رياض الصالحين 1/116
[3] شرح رياض الصالحين 5/113 .
[4] رواه الإمام أحمد في ” المسند ” (31 / 370) ، وقال الألباني في ” صحيح الترغيب والترهيب ” (2 / 394) : صحيح لغيره ، وكذا قال محققو المسند .
[5] فتح الباري10/436